recent
أخبار ساخنة

بعد اختبارها اليتم والحرمان… د. هند حنا صعيب: هذا ما قلته لمريم العذراء بعد غياب والدتي!

بعد اختبارها اليتم والحرمان… د. هند حنا صعيب: هذا ما قلته لمريم العذراء بعد غياب والدتي!


إن الله لا يعطي أصعب المعارك إلا لأقوى جنوده
هند حنا صعيب، دكتورة في اللغة العربيّة وآدابها في الجامعة اللبنانيّة، وعضو في حلقة الحوار الثقافي واتحاد الكتّاب اللبنانيين، وناشطة ثقافيّة، وصحافيّة، تخبر أليتيا عن مسيرة موشّاة بالنعم السماويّة والتسليم المطلق لإرادة الله.
هذا ما قلته لمريم العذراء بعد غياب والدتي…

“بدأت رحلتي مع الربّ منذ فقدان والدتي، وتوطّدت علاقتي به عبر السنوات، فتجلّت البصمة الأولى لوجوده في حياتي عندما انتقلت أمّي إلى الحياة الأبديّة”، تخبر د. هند.


“عندئذٍ، قلت لمريم العذراء: أنتِ أمّي، ولطالما ردّدت هذه الصلاة طالبة شفاعتها: كلّلي أيّامي بالفرح والسلام ووطّدي خطواتي وعائلتي و”ألبسيني الطهر عفّة في وجه الفجور كي أبقى تحت ثوبك مرتمية إلى الأبد”… وتحوّلت العبارة الأخيرة إلى شعار تمسّكتُ به على الدوام.

نعم، كانت مريم العذراء حاضرة بشكل أساسي في بدايات اليتم، عندما كنت أبلغ من العمر 14 عامًا… لقد تعلّمتُ أن أسلّم شؤوني إليها، فأصبحت أكثر قوّة، وتخطّيت مرحلة فقدانها، واختبرت أن الموت حقّ، وأن في غيابها رسالة، والربّ يريدني أن أتلقّفها! سبحان الله، له حكمة في كل شيء”…

 



لهذا السبب نحمل الصليب…

وتقول د. هند: “آزرنا أبي في أكثر المراحل صعوبة في حياتنا؛ والدي هو المؤثّر الأوّل في طموحاتي وداعمي الدائم، ولاسيّما بعد غياب أمّي منذ 20 عامًا، فكان بمثابة يدي اليمنى في مختلف خطواتي.

انتقلنا إلى ميتم راهبات سيّدة الخدمة الصالحة (جبّولة) بعد رحيل أمّي، وبقينا فيه حوالي 7 سنوات؛ كانت الراهبات يرشدنني، منهن عمّتي الراهبة التي كانت إلى جانبنا في السراء والضراء، وساندني العديد من الكهنة…

قرعت بابنا تجربة قاسية جدًّا تمثّلت في إصابة أخي البطل المغوار في أحداث نهر البارد، ما أدّى إلى شلله… حينئذٍ، اختبرتُ وجود الله من خلال الصبر والإيمان والصلاة، وتبلورت البصيرة في حياتي، وصارت النعم جليّة أكثر، وبتُّ أعرف قيمتها، فصرت أكثر قربًا من الله.

فعلًا، الألم يطهّر والوجع يغسل الكيان وينقّيه…

جعلتني الجلجثة التي يختبرها أخي يوميًّا أفكّر بأن غياب أمّي ربّما جنّبها رؤيته في هذه الحالة؛ لن تستطيع تحمّل شدّة الألم… قد يحمّلنا الربّ صليبًا لنعرف قيمة السعادة عند اختبار الألم؛ حملنا الصليب كي نختبر الفرح المقبل.

كان الربّ حاضرًا معي وراعيّ في كل مرحلة من مراحل حياتي؛ عشت الحرمان، وتحملّت المسؤوليّة في وقت مبكر… ميّزني الله بالوزنات التي منحني إيّاها، وأراني كيف عليّ استثمارها، على سبيل المثال حصولي على شهادة الدكتوراه بامتياز.

لطالما اختبرتُ حضور الربّ في أوجاعي… كنت على علاقة وطيدة بالقديسة ريتا التي أطلب شفاعتها دومًا وأعتبرها أمًّا ثانية، وأقول لها: أنتِ محاميتي، وأعشق “ختيار عنّايا” القديس شربل.

من أكثر الأشخاص الذين يؤثرون فيّ الحبيس يوحنا خوند الذي سألته في أحد الأيّام: هل من توافق بين مشيئة الله ومشيئتنا؟ فأجابني: في كل خطوة في حياتك، سيسخّر ربّنا أحدًا ليسهّلها! اطلبي إشارة وسترين من خلالها! الإشارة تدلّك على الطريق الصحيح!”
google-playkhamsatmostaqltradent