سكان قرية يذهبون الى الكنيسة كلما مرضوا وفي كل مرة يشفون بأعجوبة
وسواء كان ذلك أسطورة أم تقليد أم معجزة، حاول العلماء التعمق به، وقد توصلوا إلى اكتشاف مذهل
عدة قرون، كان سكان قرية بوهو في إرلندا الشمالية، يذهبون إلى كنيسة القرية المكرسة للقلب الأقدس عندما يمرضون، فيشفون بأعجوبة. وسواء كان ذلك أسطورة أم تقليد أم معجزة، حاول العلماء التعمق به، وقد توصلوا إلى اكتشاف مذهل.
اشتهرت قرية بوهو الصغيرة في إرلندا الشمالية بهذا الأمر لعدة قرون؛ فعندما كان يعاني سكانها من عدوى، يأخذون القليل من تربة المقبرة التي تحيط بكنيسة القلب الأقدس، ثم يلفونها بقطعة من القماش ويضعونها تحت وسائدهم أثناء نومهم بعد تلاوة صلاة المساء. وعندما يستيقظون، يلاحظون أنهم شفوا بالكامل أو بشكل جزئي.
إذًا، هل يمكننا التحدث عن معجزة هنا؟ هل الإيمان القوي للإرلنديين هو سر صحتهم الجيدة؟ تجدر الإشارة إلى أنه حتى قبل بناء الكنيسة، كان المكان مشهورًا وقد استثمر من قبل كهنة المنطقة. وسعى العلماء إلى فهم ما يحدث على تلك الأراضي الإرلندية، من خلال استكشاف هذا المكان الروحي.
مضادات حيوية طبيعية
عام 2018، أجرى عالم الأحياء الدقيقة جيري سميث وباحثون آخرون من كلية الطب في جامعة سوانسي (ويلز) تحقيقًا في هذا المكان الغامض. وبعد تحليل مختبري شامل، اكتشفوا أن التربة المحيطة بالكنيسة تحتوي على سلالة جديدة من البكتيريا التي تنتمي إلى عائلة ستربتوميس، وهي معروفة جيدًا لاستخدامها في تكوين أدوية مختلفة. ووفقًا لنتائج الاختبار التي نُشرت في مجلة فرونتيارز إن مايكروبايولوجي، نجحت “التربة العلاجية” في الكنيسة بالقضاء على العديد من الكائنات المسببة للأمراض.
ويقول جيري سميث: “عندما أخذنا التربة إلى المختبر، وجدنا نوعًا جديدًا من بكتيريا الستربتوميس لم يتم اكتشافه من قبل ويحتوي على العديد من المضادات الحيوية القادرة على قتل مسببات الأمراض المقاومة للأدوية“.
وهكذا، راعى العلماء حكمة القديسين والسكان والمزارعين، وقدموا نظرة جديدة عن الأرض التي هي مصدر للشفاء. ويختم الباحث، قائلًا: “في البداية، فوجئت بهذا العلاج المشهور وسمعت خرافات عديدة حوله، ثم أدركت أن هناك سببًا وراء هذه التقاليد، وإلّا لما دامت لفترة طويلة“. إذًا، هل هي مثل الإيمان؟