الارهاب والعنصريّة تمتد وتحصد ضحايا لها جدد
أعادت همجيّة مقتل جورج فلويد تسليط الضوء على العنصريّة في العالم كلّه كما واتحد الجميع في التنديد بالكراهيّة العرقيّة.
يتم التركيز اليوم على العنصريّة التي يعاني منها أصحاب البشرة السوداء في الولايات المتحدة الأمريكيّة إلا ان عدد كبير من السكان الأصليين في جميع أنحاء العالم وفي أمريكا اللاتينيّة بصورة خاصة يعانون من ظلم مماثل، تفاقم خلال الفترة الأخيرة بسبب جائحة كورونا.
في الأرجنتين وفي منطقة الشاكو بالتحديد، عانت مجموعة كوم الإثنيّة من تعذيب جسدي على يد رجال الشرطة دام ساعات إضافةً الى اعتداءات طالت قاصر وإهانات لفظيّة.
وتفيد الجمعيات المحليّة بأن السلوكيات العنصريّة ازدادت حدةً خلال فترة الجائحة إذ ازداد تهميش بعض السكان بسبب أنماط عيشهم واتخذت السلطات ذريعة إجراءات الوقاية لتوقيف أعداد كبيرة منهم.
وتجدر الإشارة الى أن نسبة الوفيات في صفوف السكان الأصليين في المنطقة المذكورة بلغت ١١.٧٪ كما وان العلاقة بين هذه الشعوب والسلطات شائكة في أغلب الأحيان ويثق الناس برعاتهم ورؤساء القبائل أكثر من السلطات بما في ذلك الصحيّة منها.
وتسعى الحكومة الوطنيّة الى معالجة مشكلة عدم الثقة فزار رئيس الشرطة المنطقة وأطلق خطة طوارئ لرصد الفيروس إلا ان الشعور بعدم الارتياح تجاه الشرطة لا يزال قوي جداً.
أما في الأمازون، فخطر اضمحلال بعض المجموعات من السكان الأصليين داهم بفعل الجائحة. ففي البرازيل، سجلت ٥٠ مدينة إصابات بفيروس كورونا المُستجد وهي مدن لا تعاني فقط من انعدام الثقة بالسلطات إنما من عزلة جغرافيّة أيضاً ما يُصعب وصول المساعدات الطبيّة.
يتعرض السكان الأصليون اليوم لخطر الإبادة علماً أن البعض يشير الى أن الإبادة تنتج عادةً عن فعل معيّن. كلا، تعني الإبادة اختفاء شعب من مجموعة كبيرة بفعل وضع متطرف. وفي هذه الحال، وبسبب غياب السلطات والحكومة، نشهد على إبادة، باتت ممكنة بفعل عدم استجابة السلطات كما يجب.
تغيب آلية المساعدة عن السكان الأصليين منذ أسابيع علماً أنهم يجسدون آلاف السنوات من التراث والتقاليد والثقافة ولذلك تناشد المنظمات كافة السلطات المحليّة للمساعدة وتقديم حلول من أجل سكان الأمازون.
يأتي فيروس كورونا ليزيد من معاناة هذه الشعوب التي تعاني أصلاً من الحرمان من الخدمات الأساسيّة ومن العنصريّة بكلّ ما للكلمة من معنى