recent
أخبار ساخنة

ياسمين الخطيب ربنا مش عايز حاجة من وشك يا جرجس



قد يبدو من العنوان الصادم لمقال الاعلامية ياسمين الخطيب ان الغرض منه الهجوم علي الاقباط في مصر الا ان بعد قراءة المقال سنكتشف ان الغرض منه العكس تماما وهو الهجوم علي بعض مظاهر التعصب التي يواجه بها المسيحيين  في مصر 

يُحكى أن رجلاً طيباً إسمه "جرجس"، قرر أن يتقاسم دخله مع الله، فخصص نصفه للتبرع لأعمال الخير، وذات يوم مَر أمام يافطة كبيرة كتب عليها "تبرعوا لبناء مسجد الإيمان – المسجد يضم مركزاً طبياً وفصولاً تعليمية ومائدة رحمن طوال العام" ، فتبرع جرجس بعشرة جنيهات، وقد راهن بملء يقينه ان تبرعه في محله، وبعد عمر مديد مات جرجس، وتقرر دخوله النار، فسأل أحد الملائكة : لماذا تدخلونني النار وقد كنت رجلاً طيباً؟! فأجابه الملاك : لأن الجنة للمسلمين فقط، فرد جرجس : ولكني لم أفرق في عطائي بين مسيحي ومسلم، لقد تبرعت ذات يوم بعشرة جنيهات لبناء مسجد الإيمان، هل تذكرون؟ فتحير الملاك، وذهب لسؤال رئيس الملائكة، ثم عاد وفي يده عشرة جنيهات، ألقاها في وجه "جرجس" وقال له : "آدي العشرة جنيه بتاعتك، قدامي ع النار"
بايخة، صح ؟! وكذلك ردود أفعال بعض المسلمين على مائدة الرحمن التي نظمتها كنيسة الميدان بعنوان "مائدة المحبة الوطنية"، فبعضهم يرفض هذه المحبة ويردها إلى ناشرها كراهية مضاعفة، حتى ان صفحة "الأزهر اليوم" علقت على الحدث بما يفيد أن الكنيسة تقوم بالتبشير، جهاراً نهاراً وحسبنا الله ونعم الوكيل!
الأمر يذكرني بموقفين، أولهما كان منذ عدة أعوام عندما قررت أن أدشن نشاط الجمعية التي أشرف برئاستها، بورشة فنية لأطفال مستعمرة الجزام التي ترعاها مؤسسة "كاريتاس"، فتأجل الموعد عدة مرات لعدم استقرار الأوضاع داخل المستعمرة، بسبب هجوم بعض السلفيين عليها بدعوى ان "كاريتاس" التي ترعى مرضى الجزام، وتقدم لهم العلاج مجاناً منذ الستينات، تقوم بذلك بغرض التبشير!
والموقف الثاني لم تمض عليه سوى عدة أسابيع، حين شرفت بإختياري ضمن لجنة تحكيم مسابقة (معادي جوت تالنت) التي تنظمها كنيسة الشهيد مارمرقس، لأكون أول مسلمة تشارك في هذا النوع من الأنشطة الخاصة بالكنيسة، وقد أبهرني الجهد المبذول من الكنائس المشاركة، في الإهتمام بإكتشاف المواهب ورعايتها، غير مُفرقين في ذلك بين فقير وغني، فسألتهم، لماذا لا يُفتح الباب لمشاركة المسلمين أيضاً؟ فتكون لفتة طيبة من الكنيسة، وخدمة جليلة يستفيد منها الجميع! فأخبروني وهم يتلعثمون خجلاً، بتوجسهم من الإتهام بالتبشير!
العجيب، ان المتوجسين من التبشير إلى حد الفوبيا، هم أنفسهم الذين يتفاخرون على صفحاتهم بنشر صور مسلمين يوزعون كتب تدعو إلى الإسلام في شوارع أوروبا، ويعلقون على ذلك بـ "شوف عظمة الإسلام"! إنها الإزدواجية بعينها، كما ان السماح بنشر الإسلام في أوروبا لا يُظهر عظمة الإسلام، وإنما عظمة أوروبا وتحضرها.
ختاماً سوف يذكر التاريخ الذي إختلف على اسم مؤسس فكرة موائد الرحمن في مصر، بين عمرو ابن العاص والمعز لدين الله الفاطمي وأحمد ابن طولون، ان عام 2015 شهد أول مائدة رحمن تقيمها كنيسة، لفقراء المسلمين شكراً أقباط مصر، أنتم لا تتوقفون عن إدهاشي بسماحتكم، ومحبتكم، وتأكيدهم بالفعل قبل القول، على إننا جميعاً كمصريين نستضيء بنور مشكاة واحدة كل عام ومصر بخير.

google-playkhamsatmostaqltradent