recent
أخبار ساخنة

الحكومة السويدية تهدّد بإغلاق المدارس الكاثوليكية والسبب…الإسلام



 جاءت المسيحية إلى السويد في شخص القديس أنسغار (801-865) عندما زار بيركا العام 828-829م حيث تم منحه تصريحا لبناء كنيسة.

ومع ذلك، يهدد الإنذار المتصاعد ضد المهاجرين المسلمين بإزاحة المسيحية وهي الأساس الذي تقوم عليه الثقافة السويدية. ويشير مركز “بيو” للأبحاث إلى أنّ المسلمين المتديّنين سيشكلون 20 إلى30% من السكان السويديين خلال 30 عاما.

ويتوجّه الغضب القومي في يومنا هذا ضدّ الكاثوليك وأولادهم.

وتجدر الإشارة إلى أنّ النظام المدرسي في السويد يتكون من المدارس الحكومية والمستقلة والمذهبية. وبحسب القانون الوطني، كل هذه المدارس مؤهلة للتمويل العام؛ وذلك للسماح للمواطنين باختيار المدارس بناء على تفضيلاتهم أو معتقداتهم، بغضّ النظر عن الوضع المالي للشخص.

وثمة حوالى 4000 مدرسة حكومية وأكثر من 800 مدرسة مستقلة في السويد. وفقط 71 مدرسة منها دينية: 59 مسيحية و11 مدرسة إسلامية ومدرسة يهودية واحدة. ومن بين جميع المدارس المسيحية، لا يشغل الكاثوليك سوى ثلاث مدارس ابتدائية.

وتُعد مدرسة نوتردام في غوتنبرغ التي أسستها أخوات اليسوعية الفرنسية العام 1873، من أكبر المدارس الكاثوليكية الثلاث في السويد، وتضمّ 400 تلميذ. ومنذ العام 2000، يديرها الكاثوليك العلمانيين.

وقد تحدثّ دانييل سزاراني، وهو عضو مجلس إدارة مدرسة نوتردام عن التهديد الحالي ضد التعليم الكاثوليكي قائلا: “إنّنا متأصلون في المجتمع السويدي، وقد دشنت الملكة سيلفيا السويدية مع أسقفنا الراحل هوبرتوس براندنبرج المبنى الأوسع العام 1997. علاوة على ذلك، تختار العائلات مدرستنا لأنّها كاثوليكية، ولدينا عدد كبير من الطلاب من ذوي الأصول الأجنبية وهم يمثلون 70 جنسية و49 لغة”.

والحكم في السويد حاليا بيد حكومة أقلية تتكون من الحزب الديمقراطي الاشتراكي وحزب الخضر، وهما يستجمعان الدعم من اليسار الذي كان سابقا الحزب الشيوعي وبعض أحزاب المعارضة من يمين الوسط.

وفي السنوات الأخيرة، منحت السويد حق اللجوء لعدد قياسي من اللاجئين، وكافح المجتمع لدمج أكبر عدد ممكن منهم، وهم من ثقافات غير مسيحية. فلاقى هذا الأمر معارضة واسعة من قبل وسائل الإعلام والعالم السياسي، بخاصة ضد المهاجرين المسلمين.

وفي الخريف الماضي، اقترح مؤتمر الحزب الديمقراطي الاشتراكي إغلاق جميع المدارس المذهبية، إذ يعتقد أن هذه المدارس تعوق التكامل. وأعرب عن قلقه إزاء الفصل بين الجنسين في المدارس الإسلامية، معتبرا أنّ هذا الأمر غير مقبول.

والآن، تتحد المدارس الطائفية في السويد لحثّ الحكومة على التركيز ببساطة على تحديد المدارس التي تعاني من مشاكل ومعالجتها، وإغلاق المدارس كخطوة أخيرة فقط. وقد جرت حادثة مماثلة بين المدارس الدينية اليهودية في مدينة نيويورك حيث تبيّن أن النسبة الأكبر من طلابها المتخرجين لا يمكنهم قراءة اللغة الإنجليزية أو فهم الرياضيات البسيطة. فتعاملت حكومة مدينة نيويورك الحالية مع هذا الأمر بتشريع إصلاحات شاملة في جميع المدارس غير الحكومية – حتى في المدارس الكاثوليكية التي يتفوّق فيها الأطفال على محو الأمية الإنجليزية والحساب الرياضي.

وأعرب المطران أندرس أربوريليوس من ستوكهولم عن قلقه إزاء الوضع الحالي: “في الواقع، اقترح عضو واحد في الحزب إغلاق المدارس المذهبية، لكنني لا أعتقد أنه يتمتع بدعم حزبه الكامل”.

“فشلت محاولات سابقة لجعل الحياة في مدرستنا أكثر صعوبة من خلال وقف الدعم المالي للمدرسة الكاثوليكية وبعض المدارس المستقلة. نحن مهتمون بشكل خاص بالخطط طويلة الأجل للتوسع، وتأمل إدارة نوتردام أن تنشئ أول مدرسة ثانوية كاثوليكية في السويد. نحن بحاجة إلى تأجيل أي نقاش وجمع الأموال بسبب هذا التشريع المقترح الجديد والمثير للقلق”.

“نحن بحاجة إلى أن نكون يقظين. على الرغم من أن القانون الأوروبي يحظر إغلاق المدارس المذهبية، إلا أن الخطر الواضح بالنسبة لنا هو الدعاية السلبية والقيود المحتملة في التمويل العام، وهذا هو أسوأ هجوم علماني على ثقافتنا وإيماننا منذ عقود عدة. إنه لأمر مقلق للغاية”.

ودعا الأسقف أربوريليوس إلى تكثيف الصلوات في هذه الأوقات المؤسفة والمزعجة.
google-playkhamsatmostaqltradent