يوم السبت الماضي كنت في دير القديس سمعان الخراز بالمقطم لتصوير حلقة خاصة مع الإعلامية المتميزة إيمان الحصري بمناسبة أعياد الميلاد الجديد، لم أكن أعرف هذا المكان من قبل ولا ما يمثله من قدسية عند الإخوة المسيحيين وكان اعتقادي أنه كنيسة عادية تشبه
الكثير من كنائسنا فى مصر.
لكن بعدما وصلت إلى هذا المكان وشاهدته على الطبيعة وجدت نفسي أمام تحفة أثرية وفنية ليس لها مثيل فى دول المنطقة على الأقل، فهذا الدير محفور داخل الجبل ويضم ست كنائس هي كنيسة الأنبا شنودة، كنيسة الأنبا برام بن زرع سريانى، كنيسة للملاك ومارى وحنا، كنيسة الأنبا بولا والأنبا أنطونيوس، كنيسة مارى مرقص، وكاتدرائية العذراء والقديس سمعان وهى أكبر كنيسة في مصر تستوعب أكثر من ٢٠ ألف شخص، وأهم ما يميز هذه الكنيسة وجود بروز واضح بالسقف أمام الهيكل لصورة السيده العذراء، بالإضافة إلى 76 صورة منحوتة بواسطة شاب اسمه ماريو خواجة بولندي الجنسية جاء إلى مصر عام 1993 من أجل الرهبنة وإلى اليوم مقيم فى هذا الدير.
أثناء تواجدي فى الدير فوجئت بوفد سياحي يقوم بزيارة الدير وتناقشت مع المرافقين لهم من المصريين فعرفت أن هناك وفودا سياحية كثيرة كانت تتوافد على هذا الدير بشكل كبير لكنها قلت فى الآونة الأخيرة فحاولت البحث عن السبب فاصطدمت بواقع مؤلم وهو أن المكان الذى يتواجد فيه هذا الدير الوصول إليه يكون بصعوبة شديدة، يجبر القادم إليه على السير فى حواري متعرجة بحي الزبالين والذي يستغرق ما يقرب من ساعة تشم خلالها رائحة تزكم الأنوف نتيجة العمل فى جمع القمامة، فعندما تصل الدير تتعجب كيف تقع تلك التحفة الأثرية فى هذا المكان والذي لا ذنب للمقيمين فيه سوى أن مهنتهم جمع القمامة دون استراتيجية واضحة من الدولة لإدارة هذا الملف.
فكرت ماذا لو أن هذا الدير موجود لدى دولة من الدول التى ليس لها تاريخ وتسعى لشرائه؟! أعتقد أنها كانت ستحتفتي به وتستغله وتعلن عنه فى كل مكان .
الدولة ممثلة في وزارات التنمية المحلية والسياحة والآثار مطلوب منها وضع خطة لاستثمار هذا الدير جيدا، استثمار عائده قبل أن يكون اقتصاديا وسياحيا سيكون رسالة إلى العالم بأن مصر تحتضن الأديان وتحافظ على مقدساتها، سيكون رسالة قوية الى نواب الكونجراس الذين يزعمون أن المسيحيين مضطهدون فى مصر، أقترح على الجهات المعنية أن يتم عمل طريق خاص من خارج منطقة المقطم إلى داخل الدير يكون طوله 400 متر وتكلفته 50 مليون جنيه، وبعدها نضع خطة لوضع هذا الدير على الخريطة السياحية المصرية كمعلم قبطي يرتبط لدى المسيحيين بقدسية خاصة. أعلم أن صوتي سيصل إلى المعنيين فى الدولة والذين أطالبهم بالتحرك سريعا.