قال مطران الكلدان في اربيل، بشار وردة لموقع Yahoo News في مقابلة أُجريت معه يوم الإثنين في فندق في واشنطن: “نحتاج الى أكثر من الكلمات فقد آن أوان العمل.”
ورداً على سؤال حول ما قد يقوله في حال التقى الرئيس ترامب أو نائبه مايك بانس، أجاب وردة: “مع كلّ احترامي لك، نحتاج الى مساعدتك اليوم لا في الغد فلا تفكر حتى ولا تطلب رأي المستشارين.”
وأشار وردة الى ان منازل ١٤ ألف عائلة مسيحيّة في مقاطعة نينوى دُمّرت خلال سنوات النزاع ضد الدولة الإسلاميّة ويأمل جمع ٢٦٢ مليون دولار من المساعدات لإعادة بناء هذه المنازل وإعادة تأهيل البنى التحتيّة الحيويّة – كالطرقات والكهرباء والمياه. وأضاف انه يتوجه بطلب المساعدة الى الخارج إذ “قالت الحكومة العراقيّة انه لن تكون عندها الأموال. ومن المتوقع ان تكون أرقام المنازل المدمرة أعلى إذ لم تتمكن سلطات الكنيسة من الوصول بعد الى أكبر المدن العراقيّة الموصل. وبصورة إجماليّة، غادر ١٠٠ ألف مسيحي عراقي نينوى ولجأ أغلبهم الى أربيل حيث لعبت الأبرشيّة دوراً مركزياً في إطعام القادمين ومدّهم باللباس والملجأ.”
وكان ترامب قد وعد خلال حملته الإنتخابيّة في العام ٢٠١٦ مساعدة المسيحيين المضطهدين في الشرق الأوسط ولطالما ردد فريق عمله النتيجة التي توصلت إليها إدارة أوباما وهي ان عنف داعش ضد المسيحيين يرقى الى الإبادة.
لكن المستشار القانوني والمسؤول عن شؤون النازحين في أبرشيّة وردة، أفاد خلال جلسة للجنة الفرعية للشؤون الخارجية بتاريخ ٣ أكتوبر بالتالي: “ يؤسفني القول اننا لم نتلقى حتى الساعة أي نوع من المساعدة من الحكومة الأمريكيّة.”
ونسب ذلك الى البيروقراطية قائلاً: “في حين وجدنا عند المستشارين السياسيين رغبة بمساعدتنا منذ يناير لكنهم لم يتمكنوا مع مرور الجزء الأكبر من السنة من تخطي البيروقراطية لاتخاذ خطوات فعالة.”
واشتكى المسيحيون العراقيون من أن جهود المساعدة الدوليّة تضع الأكثر حاجةً في مقام الأولويّة ولا تستهدف الجماعات الدينيّة على الرغم من ثبوت الإبادة. يفضل المسيحيون ان تمر الأموال الآيلة الى إعادة بناء مجتمعهم من خلال المنظمات غير الحكوميّة المحليّة مثل لجنة إعادة بناء نينوى التي تجمع تحت مظلتها الكنائس المسيحيّة.
وعزز خطاب نائب الرئيس مايك بينس في ٢٥ أكتوبر أمام قادة مسيحيين في واشنطن الآمال إذ أعلن ان ترامب طلب من وزارة الخارجيّة “وقف تمويل جهود الأمم المتحدة غير المنتجة على مستوى الإغاثة وتقديم – عوض ذلك- الدعم مباشرةً للجماعات المضطهدة من خلال الوكالة الأمريكيّة للتنميّة الدوليّة”.
إلا ان الأموال لم تصل ما يجعل عودة العائلات المسيحيّة الى منازلها محور شك وقد تكون بالتالي العراق – حيث عدد المسيحيين كان قد انخفض أصلاً قبل الأزمة – عند مفترق طرق قد يقرر ما إذا سيبقى المسيحيون نعم أم لا في العراق.
ويقول وردة معلقاً: “لا يساعدنا التأخير أبداً.”