كيف خططت خلية «عمرو سعد» لاستهداف كنائس فى 3 محافظات؟
قررت المحكمة العسكرية فى الإسكندرية، اليوم الثلاثاء، تأجيل محاكمة 48 متهمًا فى القضية المعروفة إعلاميًا بـ«خلية تفجير الكنائس».
وكشفت تحريات الأمن الوطني التي حصلت «الدستور» على نسخة منها، أنَّه على أثر الملاحقات الأمنية واستهداف خلايا «داعش» التي تعتنق الأفكار التكفيرية المتطرفة، صدرت تكليفات من قيادات الجماعة لكوادرها بإعادة تشكيل خلاياها العنقودية وإنشاء وتأسيس أخرى بالمحافظات المختلفة التي تعمل كل منها بعيدًا عن الأخرى تلافيًا للرصد الأمني عن طريق ضم عناصر للجماعة من معتنقي ذات الأفكار وممن تلقوا تدريبات عسكرية واستقطاب آخرين، وأعدوا لذلك برنامجًا ارتكن إلى 3 محاور:
المحور الأول «فكري»: يقوم على عقد لقاءات تنظيمية، ولتدارس الأفكار والتوجهات التكفيرية ومطالعتها عبر الموقع الإلكتروني ومتابعة إصدارات الجماعة عبر شبكة المعلومات الدولية ودراسة كتيبات ترسخ أفكارها وكذا انتقاء عناصر وتأهليهم نفسيًا لتنفيذ عمليات انتحارية وفكريًا بأٌقناعهم بشرعية تلك العمليات.
والمحور الثاني «أمني»: يتمثل فى كشف المراقبة وكيفية التخفي باتخاذ أسماء حركية والتسمي بها فيما بينهم وحلق لحاهم وقطع صلتهم بمحيطهم وتغيير أرقام هواتفهم النقالة، واستخدام أخرى جديدة والتواصل فيما بينهم عبر برامج آمنة كـ«التلجرام».
والمحور الثالث «عسكري»: لإعداد عناصر الجماعة بدنيًا وعسكريًا بعقد دورات تدرتيبة بمعسكرات الجماعة وخارجها لتأهليهم ورفع قدراتهم بتدريبهم على كيفية استخدام الأسلحة النارية وحرب العصابات والمدن والشوراع وإعداد وتصنيع العبوات المفرقعة، وكيفية استعمالها تمهيدًا لتنفيذ عمليات إرهابية بالبلاد.
وأشارت التحريات إلى أنَّه فى سبيل ذلك استعان قادة تلك الجماعة بـ«عزت محمد حسين» وشهرته «عزت الأحمر» حركي «منصور الدولي»؛ و«مهاب مصطفى قاسم» (الدكتور)، وتمكن المتهم الأول بتأسيس خلية إرهابية بمحافظة قنا، واستعان بـ«عمرو سعد عباس» حركي «بدر وأسعد» فى إدارتها وتشكيلها وانتقاء أعضائها وكذا إنشاء خلية أخرى بالقاهرة، وصدرت تكليفات من قيادات الجماعة للمتهم حسام نبيل بدوي بالعمل كحركة وصل لنقل التكليفات بينهم ومسئولي الخلايا علاوة على تقديم الدعم اللوجستي لهم لتحقيق أغراض الجماعة.
وأضافت التحريات بإصدار المتهم الثاني الموجود فى شمال سيناء تكليفًا للمتهم الثالث بتسفير عناصر من الخلايا إلى شمال سيناء ليتولي تأهليهم عسكريًا لتنفيذ تلك العمليات العدائية، إذ سافر المتهمون وتلقوا دورات بدنية بمعسكرات الجماعة وأخرى على كيفية استخدام الأسلحة النارية وتصنيع المفرقعات والأحزمة الناسفة.
واعتمدت تلك الجماعة على المعلومات التي وردت لها عن بعض الأديرة ومنها دير الريان بمحافظة الفيوم ومداخلة ومخارجه كما أمدها عمرو سعد بمعلومات حول عدد من الكمائن الشرطية وأخرى بشأن التواجد الأمني والتمركزات بالطرق المؤدية إلى معسكرات الجماعة من محافظة قنا وإليها وكذا معلومات عن عدد من ضابط الشرطة تمهيدًا لاستهدافهم بعمليات إرهابية.
وأكدت المعلومات وتحريات الأمن الوطني باضطلاع عناصر الإرهابية بتجهيز بعض المقرات التنظيمية التى اتخذت مخازن لإخفاء الأسلحة النارية والذخائر والمفرقعات ومقار لإعدادها وتجهيزها منها قطعة أرض صحراوية بالطريق الصحرواي الغربي بسوهاج وتخزين الأسلحة وإعداد المفرقعات التي يستخدموها فى عملياتهم العدائية وتدريبهم على تلك العمليات تدريبًا مدنيًا، كما اتخذوا مزرعة بالظهير الصحراوي بمركز الوقف قرية المراشدة محافظة قنا ووحدة سكنية لإيواء المفرقعات كائنة بـ18شارع سالم حجازي شارع ألمسيري الزيتون محافظة القاهرة.
«الأهداف التي تمَّ رصدها»
وكشفت تحريات الأجهزة الأمنية والأمن الوطني، أن المتهمين رصدوا مولد القديس مارجس بمنطقة الجرزريقات مركز أرمنت محافظة الأقصر، وكذا رصد الكمينين الأمنيين بديروط وملوي بطريق أسيوط المنيا الصحرواي، ووقفوا على قوامهما وأماكن تمركزهما ومواعيد تديل الخدمات الأمنية بهما وكذا رصد دير الأنبا ماكريوس العظيم بمحافظة الفيوم ووقفوا على مداخله ومخارجه تمهيدًا لاستهدافه.
ويواجه المنضمون فى القضية وعددهم 48 تهما: الانضمام لجماعة تنتمي لتنظيم «داعش» الإرهابي وتأسيس خليتين لها بمحافظتي القاهرة وقنا، وارتكابهم وقائع تفجير الكنائس الثلاث (البطرسية بالعباسية والمرقسية بالإسكندرية ومارجرجس بالغربية) وقتل والشروع فى قتل مرتاديها وقوات تأمينها والهجوم على كمين النقب، وقتل عدد من القائمين عليها من قوات الشرطة والشروع فى قتل الباقين والاستيلاء على أسلحتهم وتصنيعهم، وحيازتهم سترات وعبوات مفرقعة وأسلحة نارية وذخائر والالتحاق بتنظيم داعش الإرهابي خارج البلاد وتلقيهم تدريبات عسكرية بمعسكرات تابعة للتنظيم بدولتي ليبيا وسوريا.
هذا الخبر منقول من : الدستور