أسدلت الأجهزة الأمنية ولجان المصالحات بالأقصر، الستار على أزمة حاجر "أبو دغار" بمدينة أرمنت بشكل نهائي، بعد أن تم إخماد نار الفتنة بين مسلمي ومسيحيي المنطقة في مهدها، من خلال تنظيم جلسة صلح عرفية بينهما على إثر مشاجرة نشبت بين عائلة مسلمة وأخرى مسيحية، سقط فيها مصابون من الطرفين.
الواقعة بدأت منتصف الشهر الجاري، عندما نشبت مشاجرة عنيفة بالشوم والحجارة بين عائلتي "النخالوة"، و"إسكندر"، بعزبة أبو دغار التابعة لمجلس قروي السلام بمنطقة أرمنت الحيط مما أسفر عن وقوع 11 مصابًا بإصابات متفرقة بسبب مقطورة تحمل ترابا وسمادا عضويا للأراضي الزراعية تقف على جانبي الطريق، ورفض أحد الطرفين مرور الطرف الآخر لحين الانتهاء من عمله في تعبئة التراب، ومن هنا بدأت المشاجرة ولم تنجح المحاولات التي أجراها البعض من جيرانهم في تهدئة الموقف وتصاعدت حدة النقاش بين الطرفين ودخلا في عراك وتشاجر بالأيدي والتراشق بالطوب والحجارة والاعتداء بالضرب بالشوم والعصيّ.
وتم نقل المصابين إلى مستشفى أرمنت الجديد حيث تم علاجهم وخرجوا جميعا، عدا مصاب واحد تم نقله لمستشفى الأقصر الدولي عبر سيارة إسعاف لإصابته بارتجاج بالمخ، وتم التحفظ عليه بقسم العناية المركزة بالمستشفى، وحرر محضر بالواقعة، وبدأت النيابة تحقيقاتها مع المتهمين المضبوطين ووجهت إليهم تهم التعدي على الغير بالضرب، واستخدام أسلحة بيضاء فيما شهدت المنطقة حالة من الهدوء وفرض كردون أمني تحسبا لتجدد الاشتباكات، وتواجدت قيادات أمنية على رأس قوة من الشرطة، لمراقبة الوضع.
إثر ذلك، أجرى قيادات الأجهزة الأمنية وعدد من كبار عائلات منطقة أبو دغار بأرمنت ورجال الدين الإسلامي والمسيحي، زيارة لأهالي العائلتين بعزبة أبو دغار محل النزاع، للإصلاح بينهما، والسيطرة علي الموقف، وتهدئة الأوضاع، وعدم السماح بتدخل أي أطراف خارجية تسعي إلي الوقيعة بين الطرفين، وتحويل ذلك الخلاف العابر بين أي مواطنين، إلى خلاف طائفي خاصة بعد ورود معلومات بوجود مخطط إخواني للوقيعة بين الأهالي وبالفعل أقنعا الطرفين بضرورة التصالح، وذلك حرصًا الهدوء المجتمعي، ونبذ الخلافات.
ونجحت تلك المساعي، في احتواء الأزمة بين الطرفين وانتصرت الوحدة الوطنية، على دعوات العنف والطائفية، وسارع مواطنون من مسلمي المنطقة، بالإدلاء بشهاداتهم حول الواقعة، بمركز شرطة أرمنت، لصالح عائلة جارهم المسيحي، مؤكدين أن العائلة المسيحية لم تتجاوز في حق عائلة جارهم المسلم، وأنها عائلة تتمتع بعلاقة طيبة بكل سكان المنطقة.
وأوضح مدير أمن الأقصر، أن تلك المصالحة تأتي في إطار سياسة الوزارة لاستهداف الخصومات الثأرية والعائلية لما تمثله من أهمية بالغة لتسببها في تداعيات أمنية كبيرة واستكمالا للمنظومة الأمنية التي تنتهجها الوزارة بهدف تعزيز شق منع الجريمة والردع العام وفي إطار جهود المديرية المتلاحقة نحو إنهاء جميع الخصومات صلحا.
وقال اللواء إبراهيم مبارك، مدير إدارة البحث الجنائي: إن مساعي الصلح بالتعاون مع ممثلي كبار العائلات، ورجال الدين، كللت بالنجاح قبيل عيد الأضحى للتأكيد على انتهاء الأزمة "المحدودة" التي نشبت بينهما، في إطار جهود متواصلة تبذلها جميع الجهات بمحافظة الأقصر، لاحتواء بوادر الأزمة حرصًا على الهدوء المجتمعي، ونبذ الخلافات ونشر السلام بين نسيجي المجتمع.