وسط موجات التحريض العارمة التي وصلت في أحيان كثيرة لحد جلد الذات وسب الشعوب العربية ووصمها بأقبح النعوت ، والسخرية من صمتها مقابل تحرك ملايين البشر في الشرق والغرب ، والتبشير بموت الحس العام حيال قضايا مصيرية وغير ذلك مما يتفنن فيه «جنرالات الكلام» ، يصبح السؤال التالي مشروعاً ولا يخلو من منطق: لماذا لا نعتبر هذا الصمت الشعبي موقفاً في حد ذاته مما يجري من ممارسات لا إنسانية ، وما سيترتب حتمًا عليها من نتائج كارثية في المستقبل أيضًا؟
لماذا يثور الفقير المهمش ضد كنيسة أو قبطي وينسى أزماته الحقيقية بينما ينتفض ضد الهدف الخطأ والشخص الخطأ؟ أوجعتني كثيرًا صرخة القبطي البسيط في بداية الفيديو ، وشعرت بالعار مثله لعجزي عن مساعدته لماذا تموت ضمائر المسئولين حيال ما يجري من «حرائق طائفية» وهل يحدث ذلك لدوافع الحرص على مواقعهم ، أم أن التطرف تسلل للنخاع الشوكي لمرافق الدولة ومسئوليها؟ لماذا يمنح هؤلاء المنظمات الدولية والعالم الغربي فرصة إصدار تقارير تُدين السلطات المصرية بشأن الحريات الدينية ، وتتصايح أبواقهم عبر الشاشات الرخيصة مُنددين بتلك التقارير والدول الكبرى والمنظمات الدولية التي أصدرتها ألم تمنحوهم المبررات لذلك بإعادة إنتاج ذات السيناريوهات البائسة بالاكتفاء بالحلول الأمنية ، والمجالس العرفية ، وتتجاهلون المرارات التي تتركها الاعتداءات على أرواح وكنائس وممتلكات الأقباط في نفوسهم؟ لماذا نضطر لتكرار نفس النصائح ، والصراخ في البرّية ، بينما لا نجد ردًا سوى الطعن في عقيدتنا أو وطنيتنا لأننا اخترنا الانحياز للحق والاحتكام للضمير الإنساني والوطني ، ولأننا نخشى ــ حقًا لا ادعاء ولا متاجرة ــ على تمزق النسيج الاجتماعي ، وتوغل الفرز الطائفي؟ كلمة أخيرة: يا سادتي الشعوب والأمم لا تُحكم وتُدار شئونها بالقمع ومنطق الاستقواء فقط ، فهذا هو أقصر الطرق للفشل والسقوط ، ولماذا لم نتعلم دروس التاريخ القريب جدًا مثل ممارسات نظام مبارك ، ولن أذهب لأبعد من ذلك بالحديث عن عهدي ناصر والسادات. لماذا ولماذا و90 مليون لماذا ، فقد أسمعت لو ناديت حيًا ولكن لا حياة لمن تنادي
يذكر أن ، قد فرضت مديرية أمن المنيا يوم الجمعة 15 سبتمبر 2017 ، تدابير احترازية بقرية «الشيخ نجيم» التابعة لمركز المنيا ، على خلفية توترات طائفية بسبب منشور قديم يرجع لشهر مايو 2017 على حساب شاب قبطي بموقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك». وتلقى اللواء ممدوح عبدالمنصف ، مدير أمن المنيا ، إخطارًا من العميد منتصر عويضة، مدير قطاع البحث الجنائي ، بوقوع اعتداء من قبل بعض الشباب المسلمين على بعض الأقباط بقرية «الشيخ نجيم»، التابعة لمدينة «طوة» بمركز المنيا. وأفادت التحريات الأولية للأمن بأن شابا قبطيا كتب منشورًا على «فيسبوك» في مايو الماضي، عقب أحداث الهجوم الإرهابي على زوار دير الأنبا صموئيل ، وكتب شاب قبطي آخر تعليقًا على المنشور ، وأرفق صورًا لبعض الدعاة المشهورين بالتحريض على المسيحيين ، ولأسباب غير واضحة وبعد مرور نحو أربعة شهور بدأ بعض مسلمي القرية في تداول المنشور القديم وانتقاده والتحريض ضد شاب قبطي اتهموه بالإساءة للدعاة المذكورين. وكما يحدث في كل الحوادث الطائفية فقد تدخل وجهاء القرية من الجانبين وقدمت رموز قبطية بالقرية اعتذارا علنيًا عما وصف بتعبيرات غير لائقة وتهور الشباب، تقرر عقد جلسة علنية بالقرية، لإعادة تقديم الاعتذار علنية، وإقرار الهدوء بالقرية، وقبل عقد الجلسة تظاهر بعض الشباب المسلم، وقاموا بإلقاء الحجارة على منازل وممتلكات بعض الأقباط، حتى تمكنت سلطات الأمن من ضبط أفراد من الجانبين ، والحيلولة دون تفاقم الأزمة. وأكد عدد من الأهالي وشهود العيان، طلبوا عدم ذكر أسمائهم، أن شابا قبطيا أصيب بجروح ، بجانب إتلاف وحرق 6 سيارات وواجهات محال تجارية مملوكة لأقباط ، بينما أشارت مصادر لكون التلفيات جزئية محدودة، لافتة إلى أن الشابين اللذين كتبا وعلقا على المنشور سبب الأزمة غادرا القرية من فترة. وفرضت سلطات الأمن كردونا أمنيا لحين إنهاء الأمر بشكل جذري بإقرار صلح ، ولفتت مصادر أمنية إلى أن مديرية أمن المنيا تولي الأمر اهتمامًا وتسابق الزمن لإنهائه بشكل جذري ، وفقًا لتصريحات المصادر الأمنية.
هذا الخبر منقول من : وكالات