روت الأم إيريني هذه المعجزة قائلة:
++ سعاد سيدة من الصعيد توفى والدها وهي طفلة، وبعد زواجها ماتت أمها، فعاشت وحيدة ليس لها معين في الحياة سوى زوجها، وفى يوم جاء زوجها من العمل مرهقاً، وكان يشكي من آلام مبرحة، فأخذته إلى الطبيب فطلب منه عمل أشعة وتحاليل، وجاءت النتيجة صادمة، فالسرطان منتشر في أماكن كثيرة بالجسم، والعملية غير مضمونة لأن الخلايا السرطانية انتشرت بكثرة في الحنجرة.
صلى الرجل وزوجته كثيراً، وكانت الزوجة تطلب شفاعة القديسة مريم، وهي تبكي بمرارة ليل نهار، حتى يمد الله يده ويشفي زوجها، وفى يوم كانت الزوجة نائمة، فنادى عليها زوجها وسألها قائلاً: لماذا تركت أنوار الشقة مضيئة ليلاً؟ فقالت له: لا توجد لمبات مضيئة لقد أطفأت كل الأنوار قبل أن أنام، فقال لها: لا، الأنوار تملأ الحجرة! وطلب منها أن تطفيء الأنوار!
تركت الزوجة الحجرة وذهبت إلى حجرة أخرى، حتى تبكي دون أن يراها، لقد شعرت أن زوجها يهذي والمرض ترك أثراً سيئاً عليه، وبدموع غزيرة وقلب منكسر أخذت تطلب شفاعة أم النور بلجاجة.
عادت الزوجة إلى زوجها بعد صلاة عميقة من قلب بسيط، فحكى لها ما حدث قائلاً: لقد زارتني القديسة مريم، وأعلمتني بنفسها، والنور الذي كان يملأ الغرفة هو بهائها، وقالت لي: لا تخف هتبقى كويس، ومدت يدها وشالت الورم من حنجرتي ووضعته فى هذا الكوب الموجود بجانب السرير!! وطلب الزوج من زوجته أن تنظر إلى الملاءة البيضاء التي كان يتغطى بها، فوجدتها مغطاة بصلبان حمراء من الدم! فمجدا الزوجان الله الذي نظر إلى ضعفهما، ولم يترك الزوجة البسيطة تعاني في الحياة وهي التي فقدت كل أهلها!