اجتاحت فرحة عارمة قرية ميت دمسيس التابعة لمركز أجا بمحافظة الدقهلية، تزامنًا مع توافد المئات من أبناء الدقهلية والمحافظات المجاورة لها "مسلمون وأقباط" ليشهدوا مراسم ختام الاحتفال بعيد تكريس الشهيد العظيم مارجرجس، الشهير بـ"الندهة سريعة الاستجابة" داخل الكنيسته الأثرية، الذي بدأ منذ 22 أغسطس الجاري وينتهي اليوم الثلاثاء، على أوتار الترانيم والألحان والشعائر الدينية.
لا يمكن هناك التفرقة بين المسلم والمسيحي، فالكل يحب المكان ويقدر بركة وشفاعة الشهيد، ويمثل مشهد الفلاحات المحجبات اللاتى يفترشن الأرض أمام بوابة الدير لبيع المش والفطير نموذجًا حيًّا لتلك الوحدة والمحبة.
وتشهد القرية رواجًا تجارًا خلال فترة الاحتفال، حيث يحرص تجار الحلوى والحمص والفطير من المسلمين والمسيحيين على فرش بضاعتهم طوال مدة الاحتفال بالإضافة إلى أصحاب المحلات والجزارين من أبناء القرية.
وتتضمن مظاهر الاحتفال بأن يقام يوميًّا القداسات وتطيب ذراع القديس، بحضور صاحب النيافة الحبر الجليل، الأنبا بيشوي مطران دمياط وكفر الشيخ ورئيس دير الشهيده دميانة بالبراري، ورئيس اللجنة البابوية لدير مارجرجس بميت دمسيس، ونيافة الأنبا داوود أسقف المنصورة، ونيافة الأنبا صليب أسقف إبرارشية ميت غمر، والقمص بطرس بطرس وكيل عام مطرانية دمياط وكفر الشيخ ودير القديسة دميانة بالدقهلية وعضو الأمانة العامة لبيت العائلة المصرية ومقرر لجنة الخطاب الدينى بالأزهر، ويشرف على الاحتفال القمص مكارى جبريال راعى كنيسة مارجرجس ولفيف من الكهنة.
من جانبه، أفاد القمص مكارى جبريال بأن الاحتفال كل عام يشهد إقبالًا من جميع المحافظات فضلًا عن تردد ممثلي الأوقاف والأزهر وعدد من القيادات الأمنية والتنفيذية بالدقهلية، على رأسهم المحافظ ومدير الأمن ووكيل وزارة الأوقاف ولفيف من القيادات الأمنية والتنفيذية.
وأكد أن "ميت دمسيس" قرية تجسد حقيقة الحب والتعاون بين المسيحيين والمسلمين باعتبارها من أقدم القرى التي جمعت بين دير وكنيسة الشهيد مارجرجس ومسجد محمد بن أبي بكر الصديق، وهما من أقدم المباني الأثرية في مصر.
وأشار إلى أن هناك مولدًا يقام في الأول من أغسطس وهو مولد سيدي محمد بن أبي بكر الصديق، في نفس شهر احتفالية كنيسة الشهيد "مار جرجس"، حيث هناك تشابه أيضًا في الاحتفالات الدينية بين المسجد والكنيسة، ما يؤكد الوحدة الوطنية.
وأشاد القمص مكارى جبريال بمدى الاستقرار الذى تشهده مصر منذ تنصيب الرئيس عبد الفتاح السيسى رئيسًا، مؤكدًا أن الأمن يطوق القرية والكنيسة فضلًا عن ترحاب أهالى القرية بالزوار، لافتًا إلى توافد عشرات الآلاف من أقباط مصر والمسلمين الزائرين فى محبة وألفة، مشيرًا إلى أن الدير يشهد إقبالًا على روح الشهيد مارجرجس للتبرك بالمكان الأثرى.