كيف ترى الأوضاع في مصر الأن؟ وهل نحن على الطريق السليم؟ وما رأي نيافتكم فى إدارة البلاد؟
الحاكم يولد مثقل بهموم وأعباء من سبقه.. والأن مصر تمر بمرحلة الاصلاح الاقتصادي وهو ضرورة ملحة وحتمية في هذه المرحلة رغم أنه صعب.. الرئيس إستلم هذه الصعوبات من قبل توليه المسئولية وليس هو المتسبب فيها، ولكن الاصلاح الاقتصادي ضرورة ولو لم نعمل إصلاح إقتصادي، الأجيال القادمة ستتعب جداً.
وأرى أن الرئيس السيسي إنسان وطني محب لمصر، ويقوم بأقصى جهد لديه لعمل هذا الإصلاح، ويريد أن يضع لها كل ما هو جيد وإن شاء الله الخير قادم.
دائما مصر فيها خير ومثال لذلك في أوائل القرن ال 19 كان تعداد السكان 2 مليون وفي القرن الـ 20 وصل التعداد 12 مليون ومع ثورة 1952 زاد التعداد لـ 20 مليون ، واليوم نحن نزيد عن 90 مليون ولسه عايشين! مصر فيها خير لكن ينقصها المواطن الأمين الذي يعمل بإخلاص.
ومثال أخر..ربنا أعطانا بركة أن نعيد الحياة لدير الانبا مكاريوس فى منطقة جبل القلالي وأنا مشيت فى هذه المنطقة ولم يكن بها عود أخضر أو عصفورة تطير وبعد أن أخذنا إذن بتعمير الدير تحولت الحياه هناك من صحراء جرداء إلى حدائق خضراء بها الكثير من الفواكه والخضروات التي تُحمل على عربات إلى المطار للتصدير فالزرع فخم ومثمر، مشكلة مصر المواطن الأمين المخلص الذي يخدم ويعمل ويتعب وساعتها هايكون الخير وفير، فلا نلقي كل اللوم على الدولة.
كيف ترى أحداث العنف ضد الأقباط التي تزايدت في الفتره الاخيرة؟
متألمين أن يكون الأمر هكذا في مصر لأن مصر متعارف عليها أنها بلد سلام وأمن وأمان ونحن نصلى من أجل مصر ونساهم بكل ما نستطيع أن نصنعه من أجل سلام البلد، ونحن كأقباط عمرنا ما نقابل الشر بالشر ولا العنف بالعنف ولكن نقول دائما أن الله هو الذي يجازي وكما يقول الكتاب المقدس: لي النقمة أن يجازي ..هكذا يقول الرب.. فالمسيحية لا تعلمنا أن نقابل العنف بالعنف لكن تعلمنا أن نقابل الشر بالخير، ولا يعنى ذلك أننا راضيين بالعنف ولكن نترك المجازاه للرب، وكما جاء فى سفر الرؤية أن الشهداء يصرخون إلى الله قائلين: إلى متى أيها السيد الرب لا تنتقم لدماءنا من الساكنين على الارض فنفوس الأبرياء الذين إنتقلوا يقولوا هذا للرب وهذا متروك لإرادة الله ، ولثقتنا فى إرادة الله لا نقابل الشر بالشر بل نصلى من أجل الذين يسيئون إلينا.
مصر بلد تهمنا نحن الاقباط، فنحن نحب مصر وإيماننا مرتبط بمصر حتى صلاتنا مرتبطة بطبيعة الحياة في مصر، ففى موسم النيل نصلى من أجل مياه النيل وفى موسم الزرع نصلي من أجل الزرع والحصاد، فصلاتنا ومنهجنا الروحي مرتبط بطبيعة الحياة فى مصر.. مصر عزيزة علينا وتهمنا ونحب كل شبر فيها وأيضا كل شبر في مصر لنا فيه تراث يهمنا نحن الأقباط، تراث الشهداء والقديسين وتراث المفكرين وتراث خدام الكنيسة على مر العصور، كل هذا يجعلنا مرتبطين بمصر جداً ونصلي من أجل الرئيس وكل المسئولين أن الله يعطيهم حكمة من أجل قيادة البلاد بالشكل السليم.
بعد ساعات قليلة من تفجيرات كنيسة مارجرجس أبو النجا بطنطا، كاميرا وطني ترصد دخول نيافتك إلى مكان التفجير.. لماذا رغم علمنا بظروف نيافتكم الصحية؟
أنا كنت في طفولتي أسكن في طنطا بجوار كنيسة مارجرجس بأبو النجا من 1937 إلى 1945 يعني مرحلة الروضة وابتدائي حتى الصف الثاني الابتدائي، وكانت الكنيسة مبنية من الخشب، وكنا ونحن صغار نذهب هناك وكان أبونا حنا بسطاوروس يخدم في مدارس الأحد في هذا الوقت ،وانا كنت طفل صغير في مدارس الأحد بالكنيسة،لذلك هذه الكنيسة كان لها معزة خاصة عندي وأحبها لأننا تربينا فيها ونحن صغار وتم رشامتنا شمامسة فيها وحفظنا الألحان فيها، ولذلك لها اثر روحي في حياتي وكانت هناك زيارات لطنطا للأهل والمعارف وكان هناك صلة شديدة بيننا.
وعندما سمعت يوم أحد السعف وأنا في صلاة الجناز العام، اتصلت بنيافة الأنبا بولا وسط الصلاة ثم توجهت بعد الصلاة مباشرتاً إلى هناك لكي استطلع الأمر.. وتألمت جداً لأنها بلد هادئة وناسها طيبين ، وكانت يوم عيد! وفجأة يتحول هذا العيد إلى مناحة عظيمة ودماء.
ولكن من الأشياء المعزية أنني عرفت أن ساعة التفجير كانت الشمامسة بتقول لحن دخول المسيح أورشليم إفلوجيمينوس ولذلك شعرت أن يسوع يدعوهم للدخول إلى أورشليم السمائية، وكانت تعزية لي وانا اتأمل هذا الأمر.
طبعا قلبنا تألم ونطلب نياحة للأبرار الذين انتقلوا وكلهم خدام وشمامسة غيورين على كنيستهم.. وانا حريص أن اشارك في كل مكان وفي كل ظروف الكنيسة بمبدأ فرحاً مع الفرحين.. وبكاءً مع الباكين رغم أن في الأونة الأخيرة ظروفي الصحية تمنعني من المشاركة في كثير من المناسبات.
"جزء من حوار نشرته جريدة وطنى الاسبوعية"