recent
أخبار ساخنة

تعرف على ابن الدموع فى يوم الاحتفال بتذكار رحيله

تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذوكسية برحيل القديس أوغسطينوس، أسقف هيبونا، عنابة الحالية بشمال شرق الجزائر، منذ عام ٤٣٠م.
ولد القديس أوغسطينوس بمدينة تاجست، والتي تسمى سوق أهراس حاليا، بشمال شرق الجزائر، فى عام ٣٥٤م، من والد وثنى يدعى باتريمكوس، وأم مسيحية تدعى مونيكا، والتى لقنته مبادئ الدين المسيحى منذ طفولته.


وأشارت كتب التاريخ المسيحى إلى أن أغسطينوس درس أولًا فى موطنه الأصلى، حيث أهمل دراسته وعاش حياة الفراغ والخطية والفشل عقب تعرفه على مجموعة من الشباب الأشرار قادوه إلى الشر، فكانت أمه تصلى وتبكى كثيرا من أجله.

وذكر أن أغسطينوس ذهب للدراسة فى قرطاجنة، تونس حاليا، وهناك عاش حياة الفساد والشر أيضا، وبعد أن حصل على قسط من التعليم فى قرطاجنة سافر إلى روما، ومنها إلى ميلانو، بعدما اختاره حاكمها ليباشر مهنة التعليم هناك.

وأكدت كتب التاريخ الكنسى أن مونيكا أمه سافرت أيضا إلى ميلانو لتشكو أمرها للأنبا امبروسيوس، أسقف ميلانو، الذى قال لها "ثقى يا ابنتى أنه لا يمكن أن يهلك ابن هذه الدموع"، ونتيجة لذلك جاءت تسميته بـ "ابن الدموع".

التقى أوغسطينوس بالأنبا امبروسيوس، وأعجب بروحانيته وبلاغته وواظب على سماع عظاته العميقة، فبدأ ضميره يستيقظ، ويقرأ فى الكتاب المقدس، وبصفة خاصة فى سفر أشعياء والأناجيل ورسائل بولس الرسول، فتأثر بأعمال السيد المسيح ومعجزاته وموته لخلاص البشرية.

وأضافت أنه كان فى حوزته كتاب القديس أثناسيوس الرسولى عن حياة القديس الأنبا أنطونيوس، أب الرهبان، فقرأه وأعجب به كثيرا، وأحس بدعوة الله له، حيث قرر أن يقدم لله توبة ويعيش له بقية حياته.

اعترف أغسطينوس بكل خطاياه وشروره أمام الأنبا امبروسيوس، وبإرشاد منه اختلى فى مكان هادئ خارج ميلانو، ليصلى وليدرس الكتاب المقدس بعمق، والكتب اللاهوتية والعقيدية، استعدادا لنيل سر المعمودية، فعمده الأنبا امروسيوس عام ٣٨٧م، فتغيرت حياته تماما، وفرحت أمه كثيرا بتوبته ورجوعه ثم توفيت.

يذكر أن أغسطينوس رجع مرة أخرى إلى تاجست وباع ما له وأعطاه للفقراء، متمثلا بالأنبا أنطونيوس، ثم جاء إلى هيبونا وأسس ديرًا، وحينما احتاجت إلى كاهن رسمه أسقف المدينة كاهنا عام ٣٨٩م، ثم أسقفا مساعدا عام ٣٩٥م، وبعدما توفى أسقف المدينة خلفه فى الأسقفية عام ٣٩٦م، حيث كان له من العمر ٤١ عاما، كما عين أسقفا مساعدا عند سن ٧٢، وتوفى بعدما اشتد عليه المرض وله من العمر ٧٦ عاما.
google-playkhamsatmostaqltradent