غادرت عائلات كاثوليكيّة كثيرة قطر في الأسابيع الماضيّة بسبب الخلاف القائم بين قطر ودول الخليج الأخرى وعلى رأسها المملكة العربيّة السعوديّة. ويُعتبر الوضع القائم حالياً في البلاد أزمة اجتماعيّة بكل ما للكلمة من معنى إذ تسبب بخسارة العديد أعمالهم.
وقال المطران كاميلو بالين، النائب الرسولي في شمال شبه الجزيرة العربية، ان الوضع يؤثر على المسيحيين الذين لا يتدخلون أبداً في السياسة المحليّة وان عدم الاستقرار لا يشجع في الوقت الحالي على الاستثمار والنتيجة هي ان البلاد محاصرة.
ونبع الخلاف من التهم الموّجهة الى قطر بدعمها المجموعات الإرهابيّة الإسلاميّة وبعلاقاتها الدبلوماسيّة والتجاريّة مع إيران، العدو الأساسي للملكة العربيّة السعوديّة في الشرق الأوسط.
ويقول المطران بالين انه لا يعرف تحديداً اعداد المسيحيين الذين تركوا البلاد إلا أن الأكيد هو ان عائلات كثيرة غادرت. وتجدر الإشارة الى أن المسيحيين العاملين في قطر (وهم من جنسيات مختلفة أبرزها الهنديّة والبنغلادشيّة والباكستانيّة) يعملون في مجالات عديدة ومنها التمريض والطب والتعليم.
ويقول المطران ان آثار الأزمة لم تترجم بعد في مجريات الحياة اليوميّة لأن إيران وتركيا تمدان البلاد بكل الاحتياجات إلا ان هذه الواردات أكثر كلفة وتؤثر على الفقراء. ويضيف قائلاً ان “انعدام الاستقرار خطر حقيقي نلحظه على مستوى المنطقة منذ تراجع اسعار النفط وتأثيره على الأعمال والاستثمار. ومن يغادر لا ينوي العودة أقلّه في الزمن المنظور. نحاول مساعدة من بقي لكن المهمة صعبة خاصةً وان الاحتياجات كثيرة ولا تستطيع الكنيسة تلبية احتياجات آلاف العائلات. ويبقى الحل الوحيد، في حال عدم توافر فرص عمل، هو الرحيل.”
وطلب المطران الصلاة من أجل المسيحيين في قطر والكهنة الذين هم على تواصل دائم معهم.